أنتر نيوز: لم يكن الاستقبال الباهت الذي حظي به وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر مجرد صدفة بروتوكولية، بل كان تعبيرا واضحا عن تموضع جديد في العلاقات الثنائية، قائم على الندية والوضوح.. موظف بالسفارة هو من تكفل بالاستقبال، لا وزير، لا كاتب دولة، .. الرسالة؟ الجزائر لا تركض خلف الزيارات..
الجزائر، بسيادتها المكتملة وقرارها الحر، أرادت أن تضع النقاط على الحروف.. صفحة الماضي طويت، والعلاقات لا تدار بالعاطفة، بل بالمصالح المتبادلة والاحترام المتوازن.
نعم، العلاقات بين الجزائر وباريس مهمة، لكنها لن تبنى بعد اليوم على أساس الذاكرة الانتقائية أو التفاهمات الغامضة، هناك ملفات عالقة، وتاريخ ثقيل، وتداخل مصالح لا يمكن إنكاره، لكن كل ذلك لن يدار إلا من موقع الندية، لا التبعية.
ما حدث في مدرج المطار، كان أول سطر في خطاب غير معلن، مفاده: نحن دولة ذات سيادة، نحسن الترحيب، لكننا لا نجيد الانبطاح. ومن يريد شراكة، فليأت بمفتاح المصالح المشتركة، لا بمفاتيح قديمة فقدت صلاحيتها.
قد يرى البعض في هذا الاستقبال الفاتر نوعا من “البرود الدبلوماسي”، لكنه في الحقيقة دفء داخلي في حماية الكرامة الوطنية.. الجزائر لا تقطع حبال التواصل، لكنها لا تفرش الطرقات إلا لمن يحترم منطق الندية.. أما العلاقات، فلن تبنى هذه المرة على الذاكرة الانتقائية أو المصالح الملتوية، بل على قاعدة واحدة.. المصالح المشتركة.