كشفت مصادر موثوقة ، أن الرئيس المدير العام الأسبق لمجموعة سوناطراك النفطية، عبد المؤمن ولد قدور، منح الصحفي الهارب إلى فرنسا عبدو سمار، صكا ماليا بقيمة 500 ألف اورو، عبر شركة وهمية، بهدف تمويل عملية إنشاء استدويو تلفزيوني.
وحسب ذات المصادر، فقد طلب عبد المؤمن ولد قدور، المتهم ضمنيا بعدة شبهات فساد، من عبدو سمار، تلميع صورته إعلاميا وعدم استهدافه وعائلته، داعيا إياه إلى إثارة مواضيع بعينها ومنها مشروع مسجد الجزائر الأعظم، مما يؤكد -حسب ذات المصادر- انخراطه ضمن الشبكة الاخطبوطية التي تستهدف الاستقرار في الجزائر ومحاولة الاستمرار في الضغط من اجل عرقلة اي جهود للإصلاح ومكافحة الفساد بل والذهاب بعيدا من خلال الاستثمار في بقايا المال الفاسد الذي تشير تقارير من دول أوروبية أنه لا يزال في حالة نشاط جيدة حيث يتم استغلال أرصدة مالية في تمويل نشاطات تستهدف الجزائر.
والملفت للانتباه أن الرئيس المدير العام الأسبق لمجموعة سوناطراك الذي فر من الجزائر في ظروف غير عادية بعد تنحيته من منصبه، يوجد تحت مجهر أجهزة المراقبة الأوروبية المتخصصة في محاربة تبييض الأموال والتي تجرم القيام بالتحويلات المشبوه للأموال على أراضيها وهو ما يضعه تحت طائلة القانون وخاصة مع تقدم الملف القضائي الذي فتحته الجزائر بشأن مصفاة “اوغيستا” التي استحوذت عليها مجموعة سوناطراك في ديسمبر عام 2018 من “إكسون موبيل” بقيمة 700 مليون دولار.
كما باشرت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، مطلع جويلية الماضي، تحقيقا قضائيا بشأن شبهات فساد في صفقة شراء سوناطراك لمصفاة “أوغوستا” بإيطاليا، وشملت الصفقة إضافة للمصفاة، 3 مستودعات نفطية في باليرمو ونابولي وأوغستا، إضافة لخط أنابيب لنقل النفط بين المصفاة والمستودعات. وتبلغ طاقة المصفاة 10 ملايين طن سنويا، لتصبح ثاني أكبر مصفاة لسوناطراك، بعد تلك المتواجدة بميناء سكيكدة النفطي شرقي البلاد، التي تبلغ طاقتها السنوية 16 مليون طن.
وأثارت الصفقة جدلا في الجزائر بسبب تكلفتها التي اعتبرها متابعون مرتفعة بالنظر إلى قدم المنشأة التي يعود تاريخ بنائها إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث أثار القرض الذي حصلت عليه سوناطراك عقب العملية بقيمة 250 مليون دولار من الشركة العربية للاستثمارات البترولية “ابيكورب”، لتمويل عمليات صيانة في المصفاة، اسئلة كثيرة، منها جدوى تغيير التجهيزات ومدى صلاحية المصفاة لتكرير النفط الجزائري الخفيف، وخاصة أن المنشأة كانت تقوم بتكرير الخام السعودي الثقيل الذي تشتريه “إكسون موبيل” من أرامكو السعودية.
يذكر أن ولد قدور، له قضايا عديدة مع العدالة الجزائرية تعود للعام 2006 في قضية شركة الانشاءات والهندسة براون اند روث كوندر BRC المختلطة الجزائرية الأمريكية والتي تمت تصفيتها في ظروف جد غامضة على صلة بملف جوسسة على الجزائر، والتي حكم عليه بالسجن 3 سنوات، وقضى جزء منها في سجن الرواقية قبل اطلاق سراحه قبل نهاية المدة، قبل أن يعين من جديد على رأس مجموعة سوناطراك في 2017 بضغط كبير مارسه اللوبي العسكري الصناعي الأمريكي، الذي تمكن من فرض شخص محسوب على الولايات المتحدة.