بقلم – مصطفى لقطف الله
يخطأ من يعتقد أن الحملة القذرة التي تشنها بقايا العصابة، لضرب وتشويه صورة المجاهد المرحوم نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، تستهدفه لشخصه، بل المستهدف هو تلك الرمزية الكبيرة التي يمثلها، مما جعله هدفا للعنف الرمزي من طرف إعلام مشبوه تموله العصابة عبر اذرعها داخليا وخارجيا، وأيضا هدفه ضرب الجيش الوطني الشعبي والعلاقة المتينة بينه وبين الشعب الجزائري.
إن الرسالة أبعد مما يتصوره بعض السذج من أصحاب النوايا الحسنة والقلوب البيضاء، لأن “المرجفون في المدينة” الذين ذمهم القرآن الكريم في قوله تعالى: “لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا” عادوا خلال الأسابيع الأخيرة بقوة لبث سمومهم وشرورهم، لتنفيذ مخطط عابرا لحدود الجزائر، عبر أجندة رسمتها مخابر استعمارية-صهيونية بإحكام منذ مدة طويلة.
المخطط الجهنمي يقوم على إستراتجية جد معقدة، في ظاهرها استهداف للفريق المرحوم أحمد قايد صالح، وفي باطنها، تأليب الجزائريين الذين اقتنعوا بخيار الانتخابات الرئاسية وساروا وراء الفريق رحمه الله، إلى أخر نقطة، ضد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بالتسويق لأكذوبة انقلابه على المقربين من الفريق الراحل وبث ادعاءات غير صحيحة بأن الرئيس تبون، عقد حلفا مع رجالات الفريق محمد مدين (توفيق) مع تحريك خلايا الدولة العميقة وبقايا فلول العصابة على جميع مستويات الإدارة لضرب وتعطيل مصالح المواطنين، منعا لانطلاق قطار الإصلاحات التي وعد بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
إن إستراتيجية استهداف الفريق المرحوم قايد صالح، تستهدف في الحقيقة ضرب وحدة الشعب الجزائري والتشكيك في منجزاته وخياراته وثني عزيمته وإحباطه ومحاولة إقناعه بأن خيار الذهاب إلى انتخابات 12/12/2019 كان الخيار الخطأ، وأن ما نتج عنها من مخرجات ومآلات كلها فاسدة وجب إعادة النظر فيها وفق إملاءات وشروط المعبد ورؤوس العصابة.
إن ترديد شعار “مدنية ماشي عسكرية” الذي تروج له أطراف مرتبطة مباشرة بالإعلام الصهيوني العالمي وهندسة الوعي الذي أطلقته مراكز الدراسات التي تقف وراء الثورات الملونة، ينسجم تماما مع فكرة ضرب المصداقية العالية التي يتمتع بها الجيش الوطني الشعبي في المخيال الجمعي الوطني والقيادة التي أشرفت على المرحلة الانتقالية منذ اندلاع الحراك إلى غاية تنظيم انتخابات رئاسية أسفرت عن أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية، وهنا لا يمكن إلا الاعتراف بالدور التاريخي الذي لعبه قائد أركان الجيش نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح، رحمه الله.
لماذا التركز على فكرة أن الجزائر يحكمها العسكر؟
من المؤكد إن الترويج على نطاق واسع داخل وخارجها لفكرة أن الجزائر يحكمها الجيش من خلف واجهة سياسية مصطنعة، يعني ضرب سمعة الجزائر وتلطيخها لدى المؤسسات الدولية، ومن يعرف آليات قياس الديمقراطية الذي يعتمدها الغرب الامبريالي يعرف ماذا يعني الترويج لفكرة أن الجزائر يحكمها العسكر.
بانتقالها إلى السرعة القصوى، تكون العصابة وفلولها قد أيقنت أن انطلاقة قطار الجزائر الجديدة بات حقيقة وأن تعطيله صار في حكم شبه المستحيل، وأن إعادة بعث الحراك، كمن يريد إحياء العظام وهي رميم، وعليه لم يتبقى لفلول العصابة إلا محاولة ضرب مصالح الشعب الحيوية عن طريق التعطيل تارة والتخريب تارة أخرى واستفزاز المؤسسة الأمنية وجرها إلى المواجهة كما تأمله حركة “رشاد” وعرابيها القاعدين في عواصم غربية يرجون خراب الجزائر، وهي محاولات يائسة مصيرها الفشل بفضل إصرار رئيس منتخب شرعيا مصر على الوفاء بتعهداته والتزاماته الانتخابية والمضي بعيدا في حربه على الفساد والعصابة إلى أخر رمق وهو ما يعتبر أحسن وفاء لذاكرة المجاهد الراحل الفريق أحمد قايد صالح الذي ألتزم أمام الله والشعب الجزائري بعدم إراقة قطرة دم واحدة خلال الحراك، وهو القسم الذي أغاض قلوب تجار الدم الذين اعتادوا على الاستثمار في دماء الجزائريين.
لقد سعت الشرذمة وفلول العصابة بقيادة رؤوسها المتواجدين رهن الحبس أو في بعض العواصم الغربية للإيقاع بين الجزائريين باستخدام جميع السبل والوسائل منها المال الفاسد الذي نهبته على مدار العقود الثلاثة الأخيرة، كما لم تتخلف عن استخدام الشائعات والأكاذيب وتوجيهها وتروجيها على نطاق واسع ومحاولة الإساءة لكل الأشخاص الفاعلين الذين تمكنوا من حماية سفينة الجزائر ومنعها من الغرق بعد اندلاع الحراك في 22 فبراير 2019 وصمودهم ودفاعهم بقوة عن الخيار الدستوري والمضي نحو تنظيم انتخابات رئاسية والابتعاد عن خيار المراحل الانتقالية التي كانت تطالب به الأقلية الإيديولوجية الاستئصالية المعادية لثوابت الأمة، والتي تلقى دعما من قوى الاستعمار الجديد والصهيونية العالمية.
الحقد على الجيش الذي اسقط مخطط المرحلة الانتقالية
لم تتمكن هذه الأقلية الإجرامية التي كانت مسيطرة على الجزائر منذ مطلع التسعينات، من تمرير مخططها الدموي التدميري الجديد بسبب حنكة وفطنة قيادة الجيش الوطني الشعبي بقيادة نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح (رحمه الله) فبات هدفا لنيران قصف مركز لمدفعيتها من الداخل والخارج، ووصل بها الحقد الدفين على الجزائر إلى وصفه بأبشع النعوت منها الخيانة من خلال شعارات يرفعها بعد المندسين في صفوف الحراك.
ما تقوم به بقايا العصابة في الإدارة والإعلام والقطاع الاقتصادي من تعطيل لمصالح الناس وبث شائعات الإرجاف والتخويف، بغرض توهين عزائم المواطنين وتثبيط هممهم، وبث الرعب في نفوسهم، وإضعاف قوتهم، والتشكيك في قدرتهم على المواجهة، وأنه لا طاقة للشعب والقيادة الجديدة على محاربة الفساد، وأنه لا سبيل إلى ذلك، يهدف إلى دفع الغالبية من الجزائريين إلى اليأس والقنوط وبالتالي يسهل تجنيدهم ضد مشروع محاربة الفساد، وهو ما يعني أن المواجهة الفعلية والعلنية بين بقايا العصابة المتحصنة في مفاصل الإدارة لم تنطلق بعد مما يتطلب تركيز النيران وتكثيفها ضدها خلال قادم الأيام لإرباكها وبث الرعب في قلوب عرابيها واجتثاثها ن جذورها بدعم ومساندة من الشعب الجزائري.
استهداف أحمد قايد صالح يرمي لزرع الشك في مشروع الرئيس تبون
استهداف الفريق المرحوم وكل القيادات التي كانت تعمل معه،هدفه زرع الريبة والشك في المشروع الإصلاحي للرئيس عبد المجيد تبون، وزرع فكرة في عقول المدافعين عن المسار الانتخابي الذي فوق على العصابة وفرنسا ودعاة المرحلة الانتقالية تحقيق أهدافهم الخبيثة، أن الرئيس انقلب على مشروع الدولة النوفمبرية. وعليه باتوا لا يحاربون فقط مشروع تعديل الدستور، بل انتقلوا إلى فكرة أعمق وأشمل وهي محاربة حامل لواء الدفاع عن العمل ضمن المسار الدستوري منذ انطلاق الحراك إلى غاية تنظيم الانتخابات في إطار الدستور بعيدا عن المراحل الانتقالية و التدخلات وفرض الحلول المستوردة التي تمليها اللوبيات والمافيات والعصابات المختلفة.