بقلم – لطف الله مصطفى
وسائل إعلام صهيونية عديدة في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط تحاول جاهدة خلال الأيام الأخيرة مدعومة من منظمات موالية للكيان الصهيوني، الضغط على الحكومة الجزائرية بخصوص ملف خالد درارني ويافطة حقوق الإنسان.
موقف هذه المنظمات والجماعات الصهيونية الداعمة لموجات الربيع العربي والثورات الملونة عموما، ليس بالجديد على الجزائر ولا على شعوب المنطقة التي سقطت في محرقة الربيع العبري من سوريا إلى اليمن وليبيا، ولكن المفارقة هي أن وسائل إعلام جزائرية تسعى بكل قوة لإخفاء الحقيقة وطمسها والتمويه على مجريات محاكمة خالد درارني، ومنع الشعب الجزائري والرأي العام عموما من معرفة ماذا حصل في قاعة الجلسات بدقة و كيف كان يتلقى أمولا من السفارة الفرنسية بالجزائر، ثم ماذا عثر عليه بهاتفه الشخصي خلال التحقيق معه وما قصة المبالغ المالية غير المبررة التي حصل عليها في الآونة الأخيرة ولماذا تمت مضاعفة هذه المبالغ ومطالبة درارني بزيادة بث المعلومات للسفارة الفرنسية تحت غطاء الصحافة. من الإنصاف الإجابة على هذه الأسئلة قبل الوقوف عند الحكم الصادر ضد درارني بـ3 سنوات سجنا نافدا.
النفاق وسياسة الكيل بمكيالين هي سمة الإعلام الواقع تحت سطوة الحركة الصهيونية العالمية المتحكمة في الإعلام والمال، وإلا بماذا يفسر صمت القبور من هذه المؤسسات الإعلامية تجاه قضايا حرية التعبير الحقيقية عندما يتعلق الأمر بصحفيين يدافعون عن الحقيقة وعن قضايا عربية عادلة وليس اقلها قضايا الشعوب في فلسطين وسورية والعراق وليبيا واليمن، التي تذبح يوميا أمام الملأ ولم تتحرك منظمات حقوق الإنسان التي تتحكم فيها كيانات موالية للكيان الصهيوني. لماذا تصمت هذه المنظمات عندما يتعلق الأمر بجوليان اسانج، مدير ويكيليكس، مثلا ، وهل هناك على سطح الكرة الأرضية صحفي كشف ما تقوم به الاستخبارات الأمريكية والنظام العالمي في إدارة شؤون هذا الكوكب، لماذا هذه المنظمات التي تزعم دفاعها عن حقوق الإنسان وحرية التعبير لم تدافع يوما عن الصحفي والكاتب تيري ميسان، مدير شبكة فولتير، الذي كشف كذبة 11 سبتمبر 2001 بالأدلة الموثقة، ولماذا أيضا لم تنبس هذه المنظمات ببنت شفة عندما تقوم فرنسا بلد الحريات بإسكات كل صوت يحاول ولو تلميحا بالتعرض لليهود، ويوضع تحت خانة معاداة السامية، في حين تطلق يد الرسوم التي تسخر من المسلمين ورسولهم صلى الله عليه وسلم، وحادثة شارلي إيبدو ليس عنا ببعيد.
انظروا ماذا فعلت فرنسا الحريات بالممثل الكوميدي ديدوني، وماذا تفعل به إلى اليوم، بسبب تعرضه بالسخرية لليهود. لقد قامت فرنسا بوقف جميع أعماله وقامت حتى بغلق حساباته على فيسبوك وتويتر. كما قامت فرنسا الحريات وحقوق الإنسان قامت في 2014 بمحاكمة رسام الكاريكاتير الفرنسي موريس سيني البالغ من العمر 80 عاما، لأنه أنجز رسما كاريكاتوريا لابن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وصوره معتنقا اليهودية. وتم اتهام الرسام سيني بمعاداة السامية والتحريض على الكراهية، هذا الرسم نشر في صحيفة شارلي إيبدو، وبعد النشر أقدم المسؤولون بالصحيفة على فصله عن العمل. الغريب أن المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان تبنتها الأمم المتحدة يوم 10 ديسمبر 1948 في قصر شايو في باريس، أي أنها انطلقت من فرنسا، ولكنها تداس بالإقدام عندما يتعلق الأمر بالعرب المسلمين، وإلا بماذا نفسر صمت حكومة فرنسا على إعلامها عندما يسب رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، في حين سارعت مهرولة للطلب من نفس الإعلام بالاعتذار عدة مرات لإسرائيل (الكيان الصهيوني)!
إن معيار النزاهة الأخلاقية يلزم أي صحافي في الجزائر أو في منطقة أخرى من العالم، أن لا يكيل الناس بمكيالين، وعليه بماذا نفسر صمت دعاة حرية الصحافة تجاه “المعلقات العشر” في تسعينات القرن الماضي لما كاد أن يصبح القتل في الجزائر على الهوية. لم نسمع يومها صوتا من تيار دعاة “ليبيغي دغاغني”.
المعلقات العشر
لا يعرف الجزائريون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، ماهي المعلقات العشر التي تم توقيفها بقرار سياسي بدون العودة إلى القضاء. ولم يسمح لها بالعودة مطلقا على الرغم من أن بنود قانون حالة الطوارئ تسمح بعودتها بعد 6 أشهر من التعليق. وتلك الجرائد هي: “الجزائر اليوم” و “الصح آفة”، “بريد الشرق”، “السلام” و “المقام” و “الجيل” و “مشوار الأسبوع”، “أنوثة”، “النور” “مجلة ألف”، ومعظم هذه العناوين الإعلامية تم توقيفها بقرار سياسي وليس بقرار قضائي ولم يسمح لها بالعودة إلى الصدور رغم أن قانون حالة الطوارئ ينص على أن مدة التعليق لا تتجاوز ستة أشهر، في حين ظلت نفس السلطة السياسية تدفع حقوق المطابع وأجور العاملين والهاتف والاشتراك في وكالات الأنباء، لجرائد الدم التي كانت تزعم أنها تمثل الصحافة المستقلة (؟) في الجزائر.
علاقة درارني بـ بيرنارد هنري ليفي والصهيوني من أصل جزائري جوليان دراعي
الإعلام الصهيوني داخل الكيان ومنها “جيروزاليم بوست”(The Jerusalem Post) والإعلام المتصهين في الغرب وعض الأصوات المتصهينة داخل الجزائر، سارعت لترديد نفس النغمة حاملة لواء الدفاع عن خالد درارني، الذي حوكم بتهمة تلقي أموال من سفارة فرنسا بالجزائر، والعمل لوسائل لإعلام دولية بدون الحصول على الاعتماد كما ينص عليه قانون الإعلام.
ارتباط درارني، بمنظمات أجنبية عديدة على غرارSOS RACISME التي أسسها الصهيوني عراب الخراب العربي بيرنارد هنري ليفي واليهودي من أصل جزائري جوليان دراعي الذي يعتبر من رموز الصهيونية في فرنسا لا يخفى على أحد.
لقد أصبح جوليان دراعي، من أكبر الداعمين للحراك في الجزائر وهو صديق حميم لخالد درارني، الذي يمارس التحريض الممنهج داخل الحراك بدعم وتوجيه من دراعي الذي هو نائب اشتراكي سابق ولد بمدينة وهران.
لقد صرح دراعي في فيديو نشره يوم 24 فبراير 2019 قائلا: “إحساسي يقول إنها ستكون بمثابة ثورة جديدة.. بالنسبة إلينا فالدور المنتظر منا هو مرافقة الجزائريين”.
ومعروف أن منظمة SOS RACISME دخلت إلى الجزائر ونظمت دورات تدريبية لصحفيين ونشطاء جزائريين بالتعاون مع منظمة “راج” (RAJ) منهم خالد درارني، بإشراف مباشر من رئيسها Dominique Sopo الذي شتم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال أحداث شارلي ايبدو، وتمحورت الدورات التدريبية حول كيفية تنظيم الثورات الملونة.