أنتر نيوز: ينفرد الجيش الوطني الشعبي، عن بقية جيوش العالم بكونه لم يتأسس بمرسوم، وهذا من بين العوامل التي تفسر الدلالات العميقة للبعد الوطني والامتداد الشعبي لسليل جيش التحرير الوطني الذي ولد من رحم معاناة شعب تكبد الويلات وقرر تفجير واحدة من بين أعظم الثورات في القرن العشرين.
جاهزية عالية وعصرنة مستمرة
بالنظر لخصوصية الموقع الجغرافي للجزائر، المتسم عبر التاريخ بطابعه الاستراتيجي والحيوي، تشهد مختلف فروع الجيش الوطني الشعبي، جاهزية عالية وطفرة مشهودة في عصرنة وتحديث قدرات قوام المعركة والاحترافية وتنمية وتأهيل العنصر البشري.
وشكل تعزيز القدرات الدفاعية الوطنية وعصرنة وتطوير مختلفة مكونات القوات المسلحة أحد الركائز الأساسية التي يبني عليها الجيش الوطني الشعبي استراتيجيته لمواجهة مختلف التحديات والمخاطر، ليبقى دائما وأبدا في استعداد لمواجهة أي خطر قد يمس بأمن وسلامة الجزائر مهما كان حجمه ونوعه حفاظا على وديعة الشهداء الأبرار وضمانا لمستقبل الأجيال القادمة.
إشادة متواصلة وإحترام شعبى ودولي
يحظى من الجيش الوطني الشعبي، بتقدير دولي، وتشارك وحدات منه بإستمرار في عمليات حفظ السلام بطلب من منظمة الأمم المتحدة منذ سنة 1989 بأفراد عسكريين في إطار عمليات حفظ السلم وذلك بعدد من مناطق النزاعات في العالم ومنها إفريقيا وأميركا الشمالية وآسيا (جنوب شرق آسيا).
وتأتي مساهمة الجزائر في قوات حفظ السلام الدولي من منطلق الدور المحوري والريادي للدولة الجزائرية في شمال إفريقيا والحرفية العالية التي يتمتع بها حفظة السلام الجزائريين.
وضمن هذا السياق، وجب التنبيه إلى أن هذا الدور كان متميزا ومحل إشادة وتقدير وثناء من قادة ورؤساء البعثات الأممية، ما يعكس الصورة الايجابية للبعثات الجزائرية في مثل هذه العمليات وقدرة الجيش الوطني الشعبي على حسن تمثيل الجزائر في المحافل الدولية.
دور حاسم في السلم والحرب
على مر التاريخ اكتسب الجيش الوطني الشعبي خبرة ميدانية لاسيما في مكافحة الإرهاب والارهاب الدولي والجريمة العابرة للحدود، موازاة مع تطوير القدرات الدفاعية الوطنية وجاهزيتها العملياتية مما جعلته شريكا محوريا وموثوقا قاريا ودوليا عبر مشاركته في عديد المنظمات الاقليمية والدولية.
وكما كان جيش التحرير الوطني مثالا للعديد من الدول وحركات التحرر خلال جرب التحرير، فإن الجيش الجزائري لا يزال مثالا للعديد من الدول في العالم، خاصة بالنسبة لعمقه الإفريقي سواء من خلال تكوين ضباط من عديد الدول الإفريقية أو من خلال عمله الانساني بالوقوف مع هذه الدول الشقيقة عند الحاجة لاسيما اثناء الكوارث والأزمات مع احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية التزاما بالموقف المبدئي للجزائر في هذا الشأن.