في تقرير حديث صادر عن معهد “الكانو” الملكي الإسباني حول مؤشر الحضور العالمي 2025، برزت الجزائر كأكثر الدول المغاربية حضورا على الساحة الدولية، محتلة المرتبة 49 عالميا، متقدمة على جاراتها في شمال إفريقيا، وهو ما يسلط الضوء على تطور أدائها في محاور متعددة، أبرزها الأبعاد الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية.
ثلاثية القوة: الاقتصاد، الدفاع، والدبلوماسية الناعمة
مؤشر الحضور العالمي الذي يصدر سنويا عن المعهد الإسباني، يقيس مدى انخراط الدول في النظام الدولي من خلال ثلاثة أبعاد رئيسية:
البعد الاقتصادي: ويشمل التجارة والاستثمار والتبادل المالي.
البعد العسكري: ويتمثل في الانتشار العسكري والمشاركة في عمليات حفظ السلام.
البعد الناعم (Soft Power): ويتعلق بالدبلوماسية العامة، والثقافة، والتعليم، والتعاون التنموي.
الجزائر: حضور استراتيجي في مرحلة إعادة التموضع
احتلال الجزائر للمرتبة 49 عالميا، وهي أعلى مرتبة في المنطقة المغاربية، يعكس استراتيجية متوازنة تعتمد على تنشيط الدبلوماسية، الحفاظ على توازن عسكري إقليمي، والانفتاح الجزئي على الاقتصاد الدولي، لا سيما في مجالات الطاقة والغاز، حيث تعتبر الجزائر لاعبا محوريا في تأمين جزء من حاجات أوروبا من الغاز الطبيعي، خاصة بعد التحولات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية.
كما أن الجزائر عززت حضورها الدبلوماسي في ملفات القارة الإفريقية والساحل، مما منحها وزنا متزايدا في المحافل الدولية، على الرغم من التحديات الاقتصادية الداخلية.